تهيأوا للضرب!

٢٠١٣٠٧١٨-٠٤١٩٢٣.jpg

كنت خائفة من الاعتراف لنفسي حتى بأنهما يودعاننا، ثم رأيت صديقة تغرّد بذلك. كانا يعلمان مصيرهما، مسلمان وراضيان.
في آخر لحظاتهما معنا، خارج ذلك السجن وداخل السجن الأكبر، كانا -كمغاور غيڤارا- مستعدان لكل شيء “لتحويل المثل الأعلى إلى حقيقة”. كانا يصنعان من نفسيهما مثالاً في كل لحظة. الوقت يداهمهما فيحاولان أن يكتبا لنا أكثر، يوعياننا، يملآننا بقيم الحرية والديمقراطية والدفاع عن الحق أمام الإمام الجائر. يُمنعان من نقل مواجهات التحقيق، فينقلانها على أية حال ويواجهان عواقب ذلك لأننا يجب أن نتعلم من تجربتهما.
عند التحقيق لم يتخذا نفس ردة الفعل ليكون لنا الخيار من بعدهما. قرر عبدالله الحامد أن يقر بكل ما قال وكتب ووقع ليعلمنا أن نتحمل مسؤولية أفعالنا وأقوالنا، وقرر محمد القحطاني أن يرفض الجواب على أي سؤال ينتهك حقه في حرية التعبير لكي لا ينتهكوا حقوقنا. وعندما واجهوه، ليخيفوه، بتقرير أعدّه “السافاك السعودي” -كما سمّاهم- بعد تنصتهم على مكالماته ونقاشاته، جاوبهم ب”ألا تخجلون؟”

نكتب غالباً عن حسم لنرضي ذواتنا، لنخفف بعضاً من تأنيب الضمير، للاعتذار عن ضعفنا. لا أكتب اليوم لأفعل ذلك. لا أتوقع أننا خذلناهم كما يقول البعض. قال حبيبنا أبو بلال “من السجن تشعل الشموع”. كان يعلم إذاً أننا لم نخرج من الظلمة إلى النور تماماً. أننا ما زلنا في الطريق ويجب عليهم أن يكملوا إنارتها لنا. ليس علينا أن نتوقع التغيير سريعاً:
من رام أن يشفى العضال بجرعة
من فجأة خلى الصحيح عليلا
ما نائم مذ ألف عام قائما
إلا بأجراس ترن طويلا
ما ألف ميل خطوة في ساعة
بل رحلة تمتد ميلا ميلا

كان يوم الحكم عليهما غريباً، لا أدري كيف يمكن أن أصفه غير ذلك. كنا نخاف وننكر، لا، لن يمسوا الحامد والقحطاني. هم أذكى من أن يفعلوها.
وفعلوها!
حكموهما بعقد من الزمن، وانتظروا ردة فعلنا. كتبنا، غضبنا، البعض بكى، والبعض قرر بأنه قد حاول وفشل فاستسلم وانسحب تماماً.

قرأت عدة مرات وبصيغ مختلفة أن الشعوب العربية بعد الربيع العربي ليست هي الشعوب العربية قبله، وأنا أجزم أن شعبنا بعد حسم ليس هو الشعب قبلها. وعلى حبنا لهم، لم نعد نتبعهم وإنما نتبع المشروع والفكرة، فحسم فكرة، والأفكار لا تموت كما طمئننا حساب الجمعية يوم الحكم.

لكن لا يمكننا إنكار أن الحكم عليهما أعادنا خطوات إلى الوراء. لقد رفعا السقف بشكل لا يمكن لغيرهما أن يضاهيه. كان التغيير ممكناً وقريباً حتى سُجنا، كان ممكناً لأنهما يقودانه ولأننا كنا سنتبعهما اقتناعاً لا خضوعاً.
منارتنا أنتِ يا حسم، وجعنا أنتِ أيضاً.

بعد أربعة أو خمسة أيام من اعتقالهما، رأيت تغريدة تقول:
“صديق لي، ليس له في الحقوق لا ناقة ولا جمل، اتصل يسأل عن حسم. قلت له من أين سمعت بكل هذا؟ قال الشباب في جامعة بوسطن كلهم يتحدثون عنها. شمعة.” أرفقتها لأبو بلال بمقولته “من السجن تشعل الشموع” وبعد دقائق رأيته يعيد تغريدها. لوهلة، كاد قلبي أن يقف، خرج؟ عاد لنا؟ لم أفكر بمنطقية، كان قلبي يفكر، فرحت. خاب أملي. كان أبناؤه من يدير حسابه. مر على هذا الموقف أربعة أشهر، ما أزال أشعر بتلك الخيبة.

يقول صديق أن الحكومة تنتصر لأنها تصعّد ونحن نكتفي بالاحتجاج كتابة، لكنني لا أوافقه. الحكومة تصعّد بالنيابة عنا. تعتقل عشرات الآلاف لسنين، بلا تهم، بلا محاكمات، بلا عناية طبية، بلا زيارات واتصالات أحياناً. الشعب فقير، يعاني انعدام السكن و الغلاء والبطالة. تعاني النساء من البطرياركية ومن عدم الاعتراف بهن كمواطنات. يعاني الشيعة من تخوينهم المستمر والتمييز ضدهم. الحكومة تصعّد، الحكومة تدفعنا دفعاً لمواجهتها مهما حاولنا اجتناب ذلك.
قبل أيام، نشر بيان من الملك وولي عهده يندد بحملة قمع/تصعيد جديدة. باركت لنا العائلة الحاكمة برمضان ولم تنسى أن تمزج ذلك بالتخويف والتهديد والوعيد. حملة القمع ستطال القلة القليلة الباقية من النشطاء والحقوقيين خارج السجن، ثم ستمتد، ربما تطالني أو أحد أصدقائي. ثم ماذا؟ مجدداً أعيد: حسم فكرة، والأفكار لا تعتقل ولا تموت. القمع فعل له ردة فعل موازية في القوة ومضادة في الاتجاه. كنت يا أبو بلال قد أخبرت حمّاد العمر في إحدى جلسات محاكمتك أن النشطاء كالزرع، ينبتون كل يوم. وها هم ينبتون فعلاً.

“حوكم الحامد والقحطاني وعوقبا، هذا ليس مؤشرًا كافيًا لتحديد المنتصر. هما يعلمان أنهما انتصرا.. نحن نعلم ذلك.. السجان أيضًا يعلم ذلك.”

كيف نعد سجنهم انتصاراً؟
يجاوب عبدالله العودة في مقالته (كيف كسب الإصلاح جولته: محاكمة حسم نموذجاً):
“نجحت “حسم” والإصلاحيون الآخرون وكسبوا الجولة حين لم تعد “نخبة” تدير مجلسها الخاص بل قضية عامة..وحينما ارتبطت مشاغلها بمشاغل الناس ووعيهم الفاعل، ونجحت حين تحدثت لغة الناس في موضوع المعتقلين وتبنت قضيتهم، وقدمت جهداً مهماً في محاولة رصد الانتهاكات الحقوقية والخروقات الإنسانية والنظامية التي تمارسها السلطة التنفيذية عبر سوء استغلال السلطة وممارسة الاعتقال التعسفي وحرمان المعتقلين من حق المحاكمة التي تتحقق فيها شروط العدالة والنزاهة والعلنية.
وأخيراً.. الإصلاح يكسب جولته دائماً حينما يدافع عن كل الناس ويتحدث لغة الشعب ويتبنى قضاياه.. ولذلك سأصفق لهذا النضال الذي نجح في أن لايكون نخبوياً.. ونجح في أن يقدم رصيداً للحراك الحقوقي عبر الضغط باتجاه المحاكمات العلنية..ثم الضغط باتجاه استقلال القضاء وتوفير كل الشروط الضرورية للنزاهة والمحاكمة العادلة، وفي ربط مطالب دولة الحقوق والمؤسسات والمشاركة الشعبية.. بموضوعات الفساد المالي والإداري والسكن والبطالة وغيرها.
ولأجل كل هذا..أعتقد أن مطالب الإصلاح السياسي والمدني (وحسم هنا نموذجاً) كسبت العنصر الأهم في الموضوع وهو الناس وقضاياهم.. وحينما يتبنى الناس مطالب الإصلاح فإن القضية كسبت ملفها الأهم وهم: الناس، وهذا مايفعله الإصلاحيون.”

“سأثقب جدارا، سأشهر حرفًا، سأشتم الحكومة، سنثبت أن وراء الشمس، هو أمام الضوء والحريّة، وأن الذين وراء؛ حمقى فرطوا بالبوصلة.” تقول ريم الفضلي.
أن يخوفونا مما وراء الشمس أو النسخة التي صنعها الإنسان من الجحيم كان غايتهم، أن يجعلوا منكما عبرة لنا. “عقد كامل ستقضونه في الجحيم إن فعلتم ما فعلاه، عقد كامل ستضيع خلف قضبان الحاير والطرفية وعليشة.” لماذا أصبح الحاير والطرفية وعليشة أقل هيبة إذاً؟ ألأنهم حيث يذهب الشرفاء؟ وراء الشمس، أمام الضوء والحرية، هو ما نخاف ونتمنى. مشاعر مختلطة تراودنا تجاهه.

سُجن محمد القحطاني، أحد أهم مئة مفكر عالمي، لأنه حلم بمستقبل أفضل لأطفاله الخمسة. لأنه أراد لليلى أن تنتخب رئيس وزراء بلادها يوماً ما. وسُجن عبدالله الحامد سبع مرات دفاعاً عن فكرة آمن بها فحارب لأجلها ولسان حاله يردد: “يرونه بعيداً ونراه قريباً”
سُجنوا لمطالبتهم بتحويل المملكة إلى مملكة دستورية، وتحديد صلاحيات ومصاريف العائلة الحاكمة، وانتخاب رئيس وزراء وبرلمان، ومحاكمة المعتقلين تعسفياً في محاكمات عادلة أو إطلاق سراحهم، وإنهاء كل أنواع الفساد، ومحاسبة المسؤولين عن كارثة جدة وقتلاها، وإنهاء القمع، وإطلاق الحريات … مطالبهم هي مطالبنا ومشروعهم مشروعنا وسنكمل الدرب غير واهمين ولا غافلين عن عقوبات ما نفعل، فمن لا يريد المخاطرة فليتركنا الآن.

والمجد في الدنيا وفي الأخرى معا
من دون تضحية الفتى مانيلا
إن لم تساقوا للسجون قوافلا
لن تقنعوا الدنيا بقول قيلا
إن لم تسيروا للسجون مواكبا
لن يصبح الحلم العصي ذلولا
إن لم تسيروا للسجون كتائباً
لن تمنعوا من قتلنا (قابيلا)
إن لم تسيروا للسجون قوافلا
لن يستجاب لكم دعاء قيلا
ما وفق الرحمن إلا من سعى
ودعا وناضل رافعا قنديلا

للأحرار داخل السجون … أنتم هنا بيننا ثورة عارمة، ثورة لم تحدث بعد، ثورة حتمية الحدوث. سلام عليكم يوم ولدتم ويوم تبعثون أحياء في الوطن الذي حلمنا به معاً … سلام عليكم ولتحل اللعنات على من طغى وتجبّر.

إلى الأحرار الذين لم يدخلوا السجون بعد … اقرأوا قصيدة (رحلة دون كيشوت الأخيرة) وتذكروا الحامد والقحطاني. اقتلوا الخوف، اخلعوا الوهم، تهيأوا للضرب:

سيقولون: الظلم يعمِّرُ هذا العالم ، وهو به صار اللونْ
أنت بأحلامك لن تقوى أن تهدم أسس الكونْ
ماذا أفعل؟
مازلت أرى المنفى أن أحيا وسط نفايات المُثُل ، وليس المنفى أن أرحلْ
مازلت أظن الانسان إذا واجه ما يخجلُ يخجلْ
وإذا واجه ما يحزن يحزن أو يبكي
وإذا واجه حُسْناً يعشق أو يتأملْ
مازال القلب يراوغ عن أسئلتي، يخفق أجوبةً، ما زال القلب هو الهادي
ما زالت “لا” في كلمات اللغة هي الأجمل
ما زلت جموحاً لا أخشى شيئاً خارج هذا الجسد المتهاوي
لا أخشى غير الخوف (سنقتله قبل البدء برحلتنا)
لا أخشى غير الأمل الخادع (بخلعه قبل البدء برحلتنا)
هات جوادي
ارفعني كي أعتلي السرجَ وسلّمني الدربْ
زوادتنا فارغةٌ من أي طعام أو شُربْ
إن بادرك اليأس من الرحلة ودّعني
إن كنت ظللت كما كنت المؤمن بالسعي وبالهدف وليس المؤمن بي
إن فاض القلب بحبِّ المجنون الكهلِ العاجزِ فاتبعني عن قُرْبْ
وتهيَّأ للضرب
وتذكّر دوماً أني لم أقطع وعداً بالنصرِ،
أنا لم أضمن إلا استمرار الحربْ

محمود درويش: مطبّع بس مَبنقولش على النت

٢٠١٣٠٢١٦-١٣٤٣٠٨.jpg

“حين يتعلق الأمر بالوطن لا يوجد كاتب كبير وشاعر أكبر فوق التطبيع وكاتب صغير يجب قطع قدمه التي انزلقت للتطبيع. كان محمود درويش شاعراً كبيراً جداً، وكان تطبيعه أكبر.” عادل سمارة

محمود درويش .. شاعر المقاومة والثورة، شاعر فلسطين، شاعر القضية …
هاجر درويش فلسطين طفلاً وعاد متسللاً في مراهقته؛ ودخل وخرج من سجون العدو الصهيوني عدة مرات بسبب قراءة قصائده أو تنقله داخل بلاده بلا تصريح أو لأنه، ببساطة، تأخر عن إثبات وجوده لدى أقرب مركز شرطة مرتين في اليوم.

صرخ درويش يوماً ما في وجه موظف اسرائيلي عند سؤاله عن جنسيته “سجّل أنا عربي” وأصبحت صرخته قصيدة يحفظها ويرددها العرب باعتزاز:

سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب

لكن درويش كره قصيدته هذه لاحقاً، وكره طلب الجمهور الدائم له بقراءتها، كما يقول صديقه سميح القاسم. كبر درويش وتخطّى لاحقاً الوطن والقومية إلى” الإنسانية” جمعاء، والتي شملت “الأخ العبري” بالطبع. كما أصبح يرفض أن يلقّب بشاعر المقاومة والثورة، ربّما لأنه يدرك أنه لم يعد كذلك؟

في الفيلم الوثائقي، الأرض تورث كاللغة، يقول درويش: “الحاكم العسكري الذي عاقبني على كتابتي الشعرية كان يهودياً، والمعلمة التي علمتني اللغة العبرية وفتحت موهبتي على حب الأدب كانت يهودية، مدرس اللغة الإنجليزية كان يهودياً، القاضية التي حاكمتني لأول مرة كانت يهودية، عشيقتي الأولى كانت يهودية، جاري كان يهودياً، رفاقي في العمل السياسي كانوا يهوداً. إذن لم أنظر منذ البداية إلى اليهود كشيء واحد مدموغ بنظرة نمطية، وبالتالي إمكانية التعايش متوفرة لدي نفسياً وثقافياً لكن المشكلة الأساسية هي المشكلة السياسية.”

والتعايش ليس المشكلة فعلاً لكن الحل السياسي لكيفية التعايش هو المشكلة.
بينما كان الحل لدى الفلسطينيين والعرب هو تحرير كامل الأرض، أعتقد درويش بأنه آن لنا أن “نكبّر عقولنا” ونرضى بخمسها. “لقد ارتضينا لأنفسنا العيش في خمس فلسطين التاريخية وارتضينا لكم دولة في أربعة أخماسها…” هكذا خاطب درويش، بالإضافة إلى أربعة وعشرون مثقفاً فلسطينياً، المثقفين الإسرائيليين نيابة عن الشعب الفلسطيني في ٢٠٠٢.
كما صرّح درويش لجريدة هارتس في ٢٠٠٧ بالتالي: “أنا أتهم الجانب الإسرائيلي لعدم إبداء استعداده لإنهاء الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية. الشعب الفلسطيني لا يسعى لتحرير فلسطين. الفلسطينيون يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية على ٢٢٪ مما يظنونه وطنهم. لقد اقترح الفلسطينيون أن يُوضّح الفرق بين الوطن والدولة، كما أنهم فهموا التطور التاريخي الذي أدّى إلى الوضع الحاضر حيث يعيش شعبان على أرض واحدة وفي دولة واحدة. بالرغم من جهوزيتهم هذه، لم يتبقى شيء للحديث عنه.”

“كان يجب أن يتحول الوطن إلى مكان ليفقد القداسة وليسمح بتقاسمه مع العدو، بل التنازل عنه للعدو تحت تسميات منها الحداثة وما بعدها ومنها تجاوز التخشب ومنها فهم الظروف الموضوعية وموازين القوى …الخ وأخيراً “الوطن الرمزي”.” يكتب عادل سمارة.

أي أن محمود درويش لم يكتفي بكونه مطبّعاً، بل أعطى نفسه الحقّ ليتكلم نيابة عن الشعب الفلسطيني زاعماً أن آراءه آراءهم ووزع التصريحات وكتب القصائد بناءً على ذلك. ولو أن الشعب الفلسطيني ارتضى خمس فلسطين فعلاً، فلما ما زال يقاوم؟

زيارة محمود درويش لحيفا هي ما ابتدأ خطاب اتهام درويش بالتطبيع بهذه الصراحة والجرأة. فلمدة طويلة كان الكتّاب يخافون الإرهاب الفكري الذي سيمارس عليهم.

زار درويش حيفا في ٢٠٠٧ لإقامة أمسية شعرية في قاعة روتشيلد برعاية حزبه السابق: الحركة الديمقراطية الإسرائيلية.
غضب محبوه من الدعوات لإلغاء الزيارة واتهامات التطبيع واحتجّوا بأنها عودة شاعر لأرضه. ومن المنطقي أن نقتنع بوجهة نظر هذا الطرف طبعاً، لولا أن درويش قال في حواره مع جريدة هارتس قبيل الأمسية “لا أريد إخافة أحد .. هذه ليست عودة”!

“يحق لنا ان نسأل محمود درويش الشاعر الكبير كيف يشعر عند دخوله الى اسرائيل عبر تصريح من وزارة باراك القاتل والسفاح، باراك اكتوبر وال 13 شهيداً من عرب الداخل” -ياسر أسمر

“السجال الجوهري حول توصيف زيارة درويش، هل هي “زيارة” أم “عودة”، هل هي “عودة” أما شيء يشبه ما يسمى أحيانا بـ”التطبيع”.” -نائل الطوخي

“فلماذا لا يعود للقاء أهله وجمهوره من عرب الـ ٤٨، حاملاً معه صوت فلسطين، صافياً وعالياً؟ المشكلة في التوقيت، وفي شكل الدعوة، يجيب أصدقاؤنا في «الداخل». إن درويش يدخل اليوم مناطق الـ ٤٨ بإذن عسكري من جيش الاحتلال، فيما آلاف العائلات الفلسطينية الممزقة بين أشلاء الوطن، غير قادرة على لمّ شملها منذ سنوات. ويستغرب آخرون كيف يقبل الشاعر الكبير دعوة جهة سياسية عليها اليوم كثير من المآخذ … درويش فوق الجميع، لماذا يسمح بحشره في هذه الخانة الضيّقة، في «بيت روتشيلد»؟ …” -بيار أبي صعب

والحقيقة أن الأغلبية فقدت البوصلة حينما ظنت أن الزيارة هذه هي محض استثناء في طريق مليء بالنضال.

الحقيقة أن درويش الذي هُجّر صغيراً وعاد لقرية مدمرة وسُجن وعانى الفقر والتضييق قد توقف عن كونه شاعر القضية منذ مدة طويلة؛ والدلالات التسووية كما يدعوها أحمد أشقر قد بدأت تظهر في شعره منذ بداية السبعينات تقريباً.

تحول العدو القاتل إلى الآخر الغريب، وتحولت الضحيّة إلى صورة أخرى للمسيح، تُظلم فتغفر وتدير الخدّ الآخر، وتحول الوطن إلى تاريخ، وأصبح الواقع هو شعب لا يمانع أن يعيش على خمس أرضه لأنه طيب ومسالم ويحب الآخر.

شارك درويش في مؤتمرات مع صهاينة وحاول دائماً أن يتحكم السياسي بالشاعر فيه، فإن غضب الشاعر قام السياسي ليصلح غلطته (وهذا ما حدث بعد قصيدته عابرون في كلام عابر).
وفي ٢٠٠٧، رفض زيارة غزّة طالما حماس تحكمها بينما لم يمانع زيارة حيفا واسرائيل تحكمها.
كما يذكر أحمد أشقر في كتابه “التوراتيات في شعر محمود درويش: من المقاومة إلى التسوية” أن درويش قد وقّع في ٢٠٠١ بياناً يطالب الحكومة اللبنانية بمنع مؤتمر المراجعة التاريخية للهولوكوست بعد فترة وجيزة من توقيعه عريضة تطالب السلطة المصرية بإطلاق سراح سعدالدين إبراهيم المتهم بالتجسس لأمريكا وحلف الناتو بحجّة “الدفاع عن حرية الرأي”!

“بهذا المعنى لا يمكن عدّ محمود درويش شاعر القضية إذا كانت الأخيرة تعني تحرير فلسطين، ولا شاعر الثورة إذا كانت فعلاً جماعياً مستقبلياً، ولا شاعر فلسطين إذا كنا نقصد ال ٢٧٠٠٩ كم٢” -بشار إبراهيم

ولأن المتنبي، البوق الحكومي بمعايير اليوم، لا يزال مالئ الدنيا وشاغل الناس، ولأنه يحلو لي أن أقرأ عن الإسلام بعين الصادق النيهوم، لا يزال يحلو لي أن أقرأ شعر درويش أيضاً.

لماذا نطالب بحقوق المعتقلين جميعاً؟

في البداية جاؤوا إلى الشيوعيين
ولم أرفع صوتي
لأنني لم أكن شيوعياً
ثم جاؤوا إلى الاشتراكيين
ولم أرفع صوتي
لأنني لم أكن اشتراكياً
ثم جاؤوا إلى أعضاء النقابات
ولم أرفع صوتي
لأنني لم أكن نقابياً
ثم جاؤوا إلى اليهود
ولم أرفع صوتي
لأنني لم أكن يهودياً
ثم جاؤوا إلي
فلم يتبقى أحد
ليرفع صوته لأجلي

نشرت في ١٩٥٥ هذه القصيدة لمارتن نيمولر. تصوّر القصيدة الفئات المختلفة من الشعب الألماني وقد سكتت كل منها عن اضطهاد من سبقتها بسبب الإحساس الزائف “بالأمن والأمان” وسط ذلك الكم من الاضطهاد.

الإحساس الزائف نفسه يدعو البعض من المدافعين المزعومين عن حقوق الإنسان والمطالبين بالحريات وعلى رأسها حرية التعبير عن الرأي للتخلي عن مبادئهم والصمت عن قمع شخص لكونه تابع لتيار فكري أو سياسي مخالف، بل ربما بدأوا بالتحريض عليه وتبرير انتهاك حقوقه.

لهذا السبب يبرر البعض انتهاك حقوق المعتقلين الأمنيين كهيلة القصير، أو المعتقلين من الطائفة الشيعية كنمر النمر، أو الإسلاميين المتشددين كيوسف الأحمد، أو المسيئين للمقدسات -بنظر كثير من الأفراد- كحمزة كشغري، أو حتى الحقوقيين المطالبين بحقوق الطائفة الشيعية والمؤيدين لثورة البحرين ذات الأغلبية الشيعية كمحمد البجادي، أو غيرهم من الثلاثين ألف معتقل.

وبما أن ثلاثين ألف معتقل -من مختلف الخلفيات الفكرية والسياسية والدينية- هو عدد كبير جداً فمن البديهي أنك لن تتفق معهم جميعاً في أفكارهم ومطالباتهم وأعمالهم. ولا بأس في ذلك.
هذه المقالة لا تسعى لتقريب وجهات النظر، لا تسعى لتبرير أعمال أي منهم، لا تسعى لإثبات تهمهم أو نفيها. تسعى فقط لإقناعك بأن كل معتقل يستحق حقوقه الإنسانية والقانونية كاملة غير منقوصة وإن كان عدواً لك.

اعتقدت دائماً بأننا نصل للإنسانية الحقّة عندما نبدأ بالدفاع عن من نعارض بنفس الإخلاص الذي ندافع به عن من نؤيد، لأن يد الاستبداد تطال الجميع ولا ينجو منها أحد غالباً. لذا أطالب بحقوق المعتقلين جميعاً، لأنني ربما كنت في مكانهم يوماً واحتجت من يطالب بها لأجلي.
وأهم هذه الحقوق هو تطبيق نظام الإجراءات الجزائية الذي وضعته الحكومة وما فتئت تنتهك مواده، ومنها:
-المادة الثانية: لا يجوز القبض على أي إنسان، أو تفتيشه، أو توقيفه، أو سجنه إلا في الأحوال المنصوص عليها نظاماً، ولا يكون التوقيف أو السجن إلا في الأماكن المخصصة لكل منهما وللمدة المحددة من السلطة المختصة·ويحظر إيذاء المقبوض عليه جسدياً، أو معنوياً، كما يحظر تعريضه للتعذيب، أو المعاملة المهينة للكرامة·
-المادة الرابعة: يحق لكل متهم أن يستعين بوكيل أو محام للدفاع عنه في مرحلتي التحقيق والمحاكمة·
-المادة الحادية والخمسون: يجب أن يكون التفتيش نهاراً من بعد شروق الشمس وقبل غروبها في حدود السلطة التي يخولها النظام، ولا يجوز دخول المساكن ليلاً إلا في حال التلبس بالجريمة·
-المادة التاسعة بعد المائة: يجب على المحقق أن يستجوب المتهم المقبوض عليه فوراً، وإذا تعذر ذلك يودع دار التوقيف إلى حين استجوابه· ويجب ألا تزيد مدة إيداعه على أربع وعشرين ساعة، فإذا مضت هذه المدة وجب على مأمور دار التوقيف إبلاغ رئيس الدائرة التي يتبعها المحقق، وعلى الدائرة أن تبادر إلى استجوابه حالاً، أو تأمر بإخلاء سبيله·
-المادة الرابعة عشرة بعد المائة: ينتهي التوقيف بمضي خمسة أيام، إلا إذا رأى المحقق تمديد مدة التوقيف فيجب قبل انقضائها أن يقوم بعرض الأوراق على رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بالمنطقة ليصدر أمراً بتمديد مدة التوقيف مدة أو مدداً متعاقبة، على ألا تزيد في مجموعها على أربعين يوما من تاريخ القبض عليه، أو الإفراج عن المتهم· وفي الحالات التي تتطلب التوقيف مدة أطول يرفع الأمر إلى رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ليصدر أمره بالتمديد لمدة أو مدد متعاقبة لا تزيد أي منها على ثلاثين يوماً، ولا يزيد مجموعها على ستة أشهر من تاريخ القبض على المتهم، يتعين بعدها مباشرة إحالته إلى المحكمة المختصة، أو الإفراج عنه·
-المادة السادسة عشرة بعد المائة: يبلغ فوراً كل من يقبض عليه أو يوقف بأسباب القبض عليه أو توقيفه، ويكون له حق الاتصال بمن يراه لإبلاغه، ويكون ذلك تحت رقابة رجل الضبط الجنائي·
-المادة التاسعة عشرة بعد المائة: للمحقق – في كل الأحوال – أن يأمر بعدم اتصال المتهم بغيره من المسجونين، أوالموقوفين، وألا يزوره أحد لمدة لا تزيد على ستين يوماً إذا اقتضت مصلحة التحقيق ذلك، دون الإخلال بحق المتهم في الاتصال بوكيله أو محاميه·

“خبز، حريّة، عدالة اجتماعيّة” #دون_للحرية

قبل أسابيع تعرفت على شاب أردني من خلال تويتر. ولأني كثيراً ما أكتب عن قضايا المعتقلين فقد بدأ يسألني عنها ثم اقترح أن نقوم بحملة للتدوين عنهم ونشر القضية على مستوى واسع. في بدايات العمل على حملتنا حدثت هبّة تشرين. أعتقل الشابّ -الذي كان يرددّ علي أن “أدير بالي ع حالي”- وخرج بعدها ليشارك يومياً في المظاهرات واستمريت بالعمل.
بالأمس أرسل لي نهاد زهير رسالة يعتذر فيها عن تقصيره! وعندما جاوبته “اهتم بمعتقلينكم وراح أهتم بمعتقلينا” جاوبني “أنا أممي، بينفعش أهتم بمعتقلين الأردن بس”.
لأن نهاد زهير وغيره ممن تعرفت عليهم مؤخراً بينوا لي جمال شباب الأردن وعنفوانه، جانب لم أره من قبل مع أن نصف عائلتي تسكن الأردن، قررت أن أكتب عن معتقلي الأردن في اليوم العالمي للتضامن مع المعتقلين السياسيين.
حملة #دون_للحرية التي ابتدأها نهاد زهير ورفاقه هي طريقة “تستهدف تغيير أوضاع متردية مؤذية للإنسان والوطن، نضال سلمي ضد أوضاع رجعية وتدابير قمعية ظالمة مستبدة”. حملة دون_للحرية تطلب منك أن تكتب تدوينة، قصيدة، كلمة، ترسم رسمة. شاركهم النضال بقلمك. اكتب/ارسم لمن خرج يطالب بأبسط حقوقه: الخبز والدفء، ولمن رفع سقف المطالب إلى حرية، عدالة اجتماعية، إنهاء الفساد، بل ووصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام. ابحثوا عن اسم علا الصافي، مهدي السعافين، موسى أبو مازن، عدنان الهواوشة، واكتبوا لأجلهم.
٣ سبتمبر.

عبط، عبث، تسجيل موقف

أصحو، أوشك أن أقول صباح الخير، أتذكر شهداء الأمس في غزة، أسكت.
أذهب إلى العمل، تسألني زميلة عن حالي، أجاوب “بخير”، أتذكر، أشعر بالخجل، أسكت.
أتحدث مع صديقاتي ونضحك، أتذكر، أشعر بالحقارة، أسكت.
أرجع إلى البيت، أفتح تويتر، أشاهد صور الجثث المحترقة والبيوت المهدمة، أشعر بالعجز، ألعن الأنظمة والعالم والدول والمواثيق والبروتوكولات والسياسة، ألعن نفسي، أشعر بالتفاهة، أسكت.
أقرأ التعليقات التي تتهم المقاومة بالإرهاب، “الإرهاب لن يحل المسألة” حسناً، أخبروني ماذا سيحلها؟ لا أسألهم، أسكت.
تعليقات أخرى عن مباراة وأغنية، أذكر نفسي بأنه من الاستبداد أن أتوقع من الجميع أن يكتبوا عن غزة لأنها تهمني، أسكت.
تعليقات عن جدوى دعم الفلسطينيين إن لم يدعموا بعضهم، “إن انقسموا داخلياً فلم ندعمهم نحن؟” لا أتوقع بأن النقاش سيؤدي إلى نتيجة، أتذكر “أخاف أن تصبح الخيانة وجهة نظر”، أحزن، أغضب، أسكت.
أكتب لغزة وأحاول أن أقنع نفسي أن أهلها سيهتمون لكلماتي بين جمع الأشلاء وتوقع مكان سقوط الصواريخ القادمة والخوف من الموت والشعور بخيانة العالم والقهر الناتج عن إساءة الجميع لهم وهم يُقصفون، بين رميهم بالإرهاب واتهامهم بأنهم يريدون الاستيلاء على سيناء ويسعون إلى تقسيم الأردن. مع كل ذلك، أحاول أن أقنع نفسي أنهم سيهتمون لقراءة كلماتي، أشعر بالغباء والعبط، لا أسكت.
أكتب على أي حال، أكتب لأجل غزة ولأجلي.
أكتب لأقول أن دم طفل واحد من غزة أهم وأغلى من المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأي مقدسات أخرى.
أكتب دعماً لشعبي الذي يُقتل، لا دعماً لحماس ولا مناهضة لفتح. أكتب لأن انقسام حماس وفتح لا يبرر خيانتي.
أكتب لأنني من الفئة الساذجة التي لا زالت تؤمن بالمبادئ والإنسانية والحقّ الذي لا يسقط بالتقادم وترفض المواقف “العقلانية” التي تبحث عن مصلحتها دائماً ولو كانت على حساب دم الأبرياء.
أكتب لأقول بأنني أرى أن “الطريق إلى فلسطين يمر عبر فوهة بندقية” وأن المقاومة المسلحة لم ولن تكون إرهاباً أبداً ولو قال ذلك المسالمون والطيبون الساعون إلى السلام والنهايات السعيدة والعيش في تبات ونبات إلى الأبد.
أكتب لأجل “أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين” ولأجل شعبها الذي يستحق الحياة.

The Heroes of Today

٢٠١٢١١٠١-١٦١٣٥٤.jpg

٢٠١٢١١٠١-١٦٢٠٠٣.jpg

٢٠١٢١١٠١-١٦٢٠١٧.jpg

٢٠١٢١١٠١-١٦٢٠٢٩.jpg

٢٠١٢١١٠١-١٦٢٠٣٥.jpg

-Pictures are taken from Twitter. They were circulated so much that I didn’t know who’s the original source of each one.

Karma! Now that I think about it, I can’t stop thinking Karma. A few days ago, when America was getting ready to face Hurricane Sandy, Arab (mostly Saudi and Egyptian) Sheikhs encouraged people to pray for the death of all American infidels and even Arabs and Muslims who live in America. The last 3 days, almost 3 “events” happened in Saudi Arabia leaving many dead & many more injured.

Today, 7:28 in the morning, we read the first tweet of an explosion in Riyadh. For five hours, intense feelings flooded our timelines, pictures and videos from the scene, guesses of the number of deaths & injuries, that was our main topic.

Saudi youth were the ones to report the explosion and to spread the news. Saudi youth took the job of saving the injured and taking them to hospitals before ambulances arrived. Saudi youth took the job of directing traffic so cars can pass. Saudi youth decided to head to hospitals because the injured will surely need blood donations.
For some reason, I felt like I was living in an anarchist state with citizines taking over everything.

I will not talk about TV channels and how they sent no reporters. I will not talk about how Saudi State TV was playing a movie for two hours after the explosion. I will not talk about the four-hours late Civil Defence statement. This post is dedicated to the heroes who saved the day, or tried to; who did more than anyone would’ve asked them to. Thank you. You made us proud.

To the lost souls: may you rest in peace. To the wounded ones: may you overcome this stronger. To all of us: may we realize what’s wrong and rise to change it.

عن الوطن …

يوماً ما سأفرح بمناسبة يومنا الوطني. لأنه يومنا الوطني لا لأنه إجازة.
في ذلك اليوم أتمنى أن أجد صور عظماءنا تملأ الشوارع. صور عبدالرحمن منيف وناصر السعيد وإسحاق الشيخ يعقوب وعبدالرحمن البهيجان، صور عمّال الإضراب العظيم، وصور الإصلاحيين المُتهمين ب”إعاقة عجلة التنمية” وبكونهم “مواطنون غير صالحين”.
 حينها سأشعر أنه يومنا فعلاً، أما صور العائلة الواحدة توحي أنه يومهم وحدهم.
في يومنا الوطني، سيحتفل الثلاثون ألف معتقل معنا. ستحتفل النساء المحررات من القمع الذكوري. عشرات الآلاف من العاطلين سيحتفلون بوطنهم، وطن أعطاهم الفرصة ليكونوا منتجين وفعّالين. من كانوا فقراء يوماً ما سيحتفلون بوطن استرجع حقوقهم من اللصوص والفاسدين ووزعها عليهم، لينعموا وأخيراً بخيرات وطنهم. و سيحتفل الشيعة بوطن لا يشكك في ولائهم كل يوم. و سأحتفل عندما أنشر تدوينة كهذه دون أن أقلق من تبعاتها.
سأفرح عندما يحدث كل ذلك، أما الآن فهو يوم لآل سعود، لذكرى “فتوحات” والدهم.
هذا موقفي من اليوم الوطني حالياً، وسأشارككم مواقف غيري من المواطنين … 

بمناسبة اليوم الوطني، أبتدأ السعوديون عدّة أوسمة (هاش تاقات) مثل #أدب_الوطن و #احتفالات_اليوم_الوطني و #اليوم_الوطني و #كرامتي_أولا_ياوطني و#شكرا_لخدمتك_الوطن وغيرها
البعض تناقل صور للوحات المعلقّة في الشوارع والتي تحمل صور للملك عبدالعزيز وبعض أبنائه وسيارات الأمن تحرسها ترافقها تعليقات من نوع “إذا كان الشعب سعيد باليوم الوطني فما الحاجة لسيارات الأمن؟”
وانتشرت صورة لعجوز تفترش الرصيف وتبيع الأعلام لمن أراد الإحتفال بيوم الوطن، الوطن الذي أجبرها أن تفترش الرصيف لتعيش.
في العوامية، نُظمّت وقفة حملت اسم “كرامتي أولاً يا موطني” حمل فيها الشباب والأطفال صور معتقلي القطيف ويافطات تقول”سنّة وشيعة، نحن الوطن” و “لا نريد المكرمة، نريد الكرامة”
عمّار كشغري، أخو المدوّن حمزة كشغري المُعتقل بتهمة الإساءة للنبي وجّه رسالة للوطن أن يُرجع أخاه إلى عائلته.
الدكتورة مضاوي الرشيد وغيرها رفضوا توجيه الرسائل واللوم للوطن، وطالبوا المغردين بتوجيهها إلى آل سعود مباشرة.
الدكتور مبارك بن زعير نشر صورة لمقالة عن قرى لم تطلها التنمية قرب مكة ذاكراً أوبريت مكّة -الذي أُلغي في آخر لحظة- كمقارنة بين الأولويات ربّما.
 في الجانب الإيجابي، عٓلقت صور -في شارعٍ ما- لشهداء الواجب، الجنود الذين ماتوا دفاعاً عن الوطن خلال الهجمات الإرهابيّة وغيرها.
كتب Farraj1401@ “لا نريد احتفالات ولا زيادة رواتب ولا مكرمات، نريد أبنائنا من خلف القضبان”
Rothman5@ كتب “شعبك ، حماتك ، جوعى .. يموتون في ردهات البؤس دون سرير ، أراملك يشحذون حتى ملتهم الطرقات وإشارات المرور”
جهاد عبدالله CheJihad@ كتبت تذكّر بمحمد البجادي، الإصلاحي المعتقل “تدارسوا صفحة هذا البطل ‎@albgadi‏  تعلموا منه، كيف تنفض غبار المصالح عن كتفيك وتمضي الى حتفك كي تبني وطنًا حراً”
الحساب الساخر سماحتي sama7ti@ كتب “مبالغة الدولة في تفخيم اليوم الوطني نابع من شعورها بضعف الولاء الشعبي لها .. فقط في دول الإستبداد تجد الوطنية مقرونة بصورة الحاكم”
الكاتب عبدالله المالكي iAbuHesham@ “لحظة ميلاد الشعوب هو تاريخ أعيادها…”
عبدالجليل jaleelali@ “اذا كان تويتر يصلح لقياس اتجاهات الرأي في السعودية فتعليقات المغردين عن #اليوم_الوطني، يفترض أن تكون محل قلق كبير للسلطة السياسية!”
فهد الفهد foxy_KSA@ كتب “يا صديقي: لا معنى لوطن يمنع رأيك،لا قيمة لوطن تخاذل في خدمتك،لا مفهوم لوطن يفرق بين أبنائه”
محمد 7maidyou@ كتب “#اليوم_الوطني مناسبة نتذكر فيها همومنا المشتركة كمواطنين .. مثل البطالة والاسكان وانعدام الحريات والتدهور الاقتصادي”
علي الشرياوي Alsharyawi@ “#اليوم_الوطني هذه السنة ربما يكون الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الاحتفال به، فقر أكثر، بطالة أكثر، فساد أكثر، دماء أكثر، معتقلون أكثر، آه يا وطن”
المدوّن أحمد باقضوض bagadood@ “في ليلة #اليوم_الوطني أتفائل بغد أفضل، نصنعه بأيدينا ومواقفنا، ونستقيه من أحلامنا. استبشروا واستعدوا.. ولنجعل قدرنا ووطننا كما نحب”

Ours It Shall Return

This piece was written for Beyond Compromise:

Ours It Shall Return

Hi, my name is Hadeel. My house has never been demolished. My family members have never been imprisoned or killed. I have never been stopped and searched at a checkpoint. I sleep at night without F-16s waking me up and go to university in the morning without fear of being shot at. Clearly, I have never been to Palestine!
Actually, except for Sedo and Teita (my grandparents), none of my family has ever been to Palestine. We have ever seen Yafa, the city my family comes from. We have neither walked on its beautiful beach nor sat at its shore to watch the boats sail. We have not stepped foot in Martyrs’ Square. We have not tasted its famous oranges. But believe it or not, we do miss it, long for it, dream of it, and get nostalgic whenever Yafa is mentioned.
When the Nakba happened, hundreds of thousands of people were forced to leave their homes and run for their lives. My family was among them. They had to migrate from Yafa; they took refuge in Jordan. Later on, they were given Jordanian citizenship.
My grandfather was still a child at that time. Years later, my grandfather came to work in Saudi Arabia. He was offered Saudi citizenship; he refused to take it because he thought he would go back to Palestine soon. Grandfather died 9 years ago, before returning to Palestine, but that will not happen to us. So much for “the old will die and the young will forget,” right Gurion?
I guess this is my main point: we did not forget… and we did not forgive. Palestine is ours, and ours it will be again, but it is important we realize it is not only about remembering. Memory alone will not get us our land back. It is about working for it. When it comes to causes, no deed is ever too small. “We don’t have to engage in grand heroic actions to participate in the process of change. Small acts, when multiplied by millions of people, can transform the world” (Howard Zinn).
When I was younger, I loved it when friends of Teita would visit us. I would sit with them the entire time, listen to their stories about Palestine and weep. I don’t weep anymore. I’m too strong and capable to weep. I write, I speak, I advocate for the BDS movement, and I go on solidarity hunger strikes.
Yasir Tineh said it in an earlier piece: “If you write, then write to free Palestine. If you paint, then paint to free Palestine. If you speak, then speak to free Palestine. Make everything you do a call to steadfastness.”
Mark our words: Palestine is ours, and ours it shall return.

Beyond Compromise

Seven amazing persons, some have never even met in real life, started a huge web project for Palestine: “Beyond Compromise”.
Checking the website every night before going to bed, reading the new pieces, I feel proud … I feel hopeful. I know that Palestine is in safe hands. 

I know there are naive people -pathetic even- who still believe in Fatah; a little less naive who still believe in Hamas. I believe in Adam, Maath, Deema, Yasir, Nader, Nadine and Nour. 
Palestine will be free, because they’ll fight for its freedom.
They’ll inspire us to fight for its freedom … Beyond Compromise.

A Creative Dissent .. Really

“Manal al-Sharif, a Saudi mother and computer-security professional, last year posted a YouTube video of herself defying her country’s draconian ban on women driving. She was arrested and, after a groundswell of protest, released. Her ongoing advocacy has breathed life into a new movement for individual rights.”
This is why Manal Al-Sharif was awarded the Vaclav Havel prize on may, 9, according to their website.

Now, let’s make one thing clear: I fully support women driving, both their cars and their destinies. I found Manal’s action brave, I found the reactions exaggerated and malicious.
But does that qualify her for Havel prize which is dedicated to political oppositionists? I don’t believe it does.

1- There is no actual (law-enforced) ban on women driving in Saudi Arabia. That’s why Manal and the “I’ll drive my own car” group decided to start the campaign in the first place. 

2- On September, 23, Manal was a guest on “Musawat” (aired at Alhurra Channel) where she said: “King Abdullah doesn’t mind, society does, so we thought it was time for that to change”. So, Manal didn’t defy the government by driving, she defied the society .. Still admirable but different.

3- Solidarity actions were taken, wether online or on the streets, but the real reason Manal was released is her appeal to Saudi King to release her,  which was followed by this statement:

“I would first and foremost like to express my profound gratitude to our leaders, in particular the Custodian of the Two Holy Mosques, for ordering my release from detention, a gesture that does not come as a surprise knowing the King’s benevolence toward his sons and daughters in this honorable country.
Concerning the topic of women’s driving, I will leave it up to our Leader in whose discretion I entirely trust, to weigh the pros and cons and reach a decision that will take into consideration the best interests of the People, while also being pleasing to Allah, and in line with Divine Law … etc”
The statement was published in Alhayat newspaper (owned by Prince Khaled Bin Sultan Al-Saud) which Manal writes for regularly .. So much for political opposition!

The apology either wasn’t sincere, which would make her a liar and a coward for not sticking up for her cause, or it was sincere and she’s a hypocrite for accepting an award she does not deserve.

Manal’s fame has turned her into a representation of Saudi women, and that’s not 100% accurate.
Manal’s circumstances are not those of most Saudi women. She’s financially independent and her “Male-Gurdian” is actually supportive of her, which gave her the strength to stand in society’s face and the freedom of travelling the world to tell her story.

Manal talks of women being deprived of their rights in Saudi Arabia, while clearly showing her disapproval of those who use their right to cover head to toe or to not listen to music. If it’s wrong for “them” to make us abide by their beliefs , it’s also wrong for “us”to mock those beliefs just because they differ from ours.

Manal also gives me the impression of a person who glorifies the west. I sense comparisons being made between her words. I sense an attempt to separate herself from the country that produces bloody terrorists and ignorant followers only. Our country is far from being perfect, but we are not all terrorists or ignorant. As for her substantiation for the mixture the west possesses between terror and jihad, that’s something I won’t comment on now (for lack of democracy reasons).
I’m angered by Arabs or Muslims who think we can only change our countries by turning them into An American/European model. What a lack of ambition!
I want my country to change badly, but not into another America or France. The great west isn’t so great. Our country has produced the Osamas and Juhaimans, just like the west produced the Hitlers and Bushes (unless it wasn’t terror to kill people if you’re called a president or a NATO soldier). The continuous  occupation of Palestine, the invasion of Kuwait then Iraq, the bombings in Afghanistan and Yemen, all those were turning points in our lives, why not talk about them?
A representation of Muslim, Arab, Saudi women -myself included- would talk about that in her speeches and interviews.

To sum it up: what Manal did was “creative” and there are -probably- some awards she’d be perfect for. An award for political opposition isn’t really one of them. Her acceptance to such award, one that is not meant for her and is given to her based on false reasons, is disappointing to say the very least!

*The statement of Manal Al-Sharif was translated by Zaki Safar. To read the whole statement: http://zakisafar.com/manal-al-sharifs-statement-on-release-from-detention-english/